:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الاثنين، سبتمبر 29، 2025

خواطر في الأدب والفن


  • هل يمكن أن تفسّر ستّ لوحات مرسومة في القرن السابع عشر طبيعة السياق الاقتصادي والعلاقات الثقافية والتجارية التي كانت تربط اوربّا بالعالم في ذلك الوقت؟
    في كتابه "قبّعة فيرمير: القرن السابع عشر وفجر العالم"، يستكشف المؤرّخ الكندي تيموثي بروك جذور التجارة العالمية في القرن السابع عشر من خلال ستّ لوحات لرسّام العصر الذهبي الهولندي يوهانس فيرمير. ويركّز الكتاب بشكل خاص على العلاقات المتنامية بين أوروبّا وبقية العالم وتأثير الصين، خلال ما يصفه بروك بـ "عصر الابتكار والارتجال".
    ويزعم المؤلّف أن العولمة، التي غالبا ما تُعتبر ظاهرة حديثة من أواخر القرن العشرين وبداية الحادي والعشرين، تمتدّ جذورها في الواقع الى القرن السابع عشر.
    ومن خلال دراسة وتحليل لوحات يوهانس فيرمير، بدءا من منظره الطبيعي لمدينة دلفت (1660)، وفحص الوثائق النادرة التي تتناول بعض تفاصيل حياته، يبني المؤلّف صورة للعالم الذي عاش فيه فيرمير، ويستخلص منها أدلّة على الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والعولمة. وفي حالة ميناء دلفت في هولندا، مثلا، يجد بروك دليلا على عمليات شركة الهند الشرقية الهولندية التي كانت أوّل شركة متعدّدة الجنسيات في العالم.
    ويشير الى أن تلك الشركة كانت تتمتّع بسلطات شبه حكومية، بما في ذلك القدرة على شنّ الحرب والتفاوض على المعاهدات وسكّ النقود وإنشاء المستعمرات. كما لعبت الشركة دورا قويّا وبارزا في التجارة بين الهولنديين وآسيا، بما في ذلك الصين.
    ثم يتحدّث الكاتب عن لوحة "جندي وفتاة مبتسمة" (1658)، والتي تظهر على الغلاف الأمامي للكتاب، وكيف أن الاهتمام الذي كان لدى الناس بالعالم ينعكس في الخرائط التي تظهر بشكل متكرّر على الجدران كما في هذه اللوحة وغيرها، ما يدلّ على الفخر الوطني الذي رافق ظهور هولندا عند تحرّرها من الاحتلال الإسباني. يقول بروك إن القبّعة الضخمة التي يرتديها الجندي في اللوحة والمصنوعة من فراء القندس جاءت الى هولندا عن طريق التجّار الفرنسيين الذين كانوا يعملون في أمريكا الشمالية.
    وفي لوحة فيرمير "فتاة تقرأ رسالة أمام نافذة مفتوحة" (1658)، يظهر وعاء خزفي صيني كبير في المقدّمة مثبّت على سجّادة تركية. ويستخدم بروك هذا الوعاء ليتناول موضوع التجارة مع الصين. كان الخزف الصيني يزداد انتشارا ويظهر في العديد من اللوحات. وقد ازدادت شعبيته في المنازل في عصر فيرمير مع انخفاض سعره وإمكانية شرائه من قبل العائلات الأقلّ ثراءً.
    والمؤلّف يُظهر القوّة الحقيقية للتفاصيل، وخاصّة عندما يتمّ إبرازها في المقدّمة. كما يوضح كيف يمكن للمصادر التصويرية أن تفتح "أبوابا" إلى "ممرّات" تربط بين مناطق مختلفة من العالم.
    يرى أحد النقّاد أن هذا الكتاب "يقدّم فيرمير بعيدا عن افتراضاتنا الأوروبية المركزية الراضية عن حياته المنزلية المنعزلة. وفي سرد المؤلّف لهذه الحكايات عن التجارة الدولية والتبادل الثقافي واللقاءات الأجنبية، لا يكتفي برسم بدايات العولمة وإبراز القوى التي جلبت عالمنا الحديث إلى الوجود؛ بل إنه يقدّم تذكيرا في الوقت المناسب بترابط البشرية".
    اللوحات الأخرى التي يتحدّث عنها الكتاب هي "الجغرافي" (1669)، و"امرأة تحمل ميزانا" (1664) و"لاعب الورق" (1660).
  • ❉ ❉ ❉


  • بعض النقّاد يصفون أهميّة الموسيقيّ إدفارد غريغ (1843-1907) للنرويج بأهمية جورج واشنطن لأمريكا وويليام شكسبير لإنغلترا، ويعتبرونه الرمز الإنساني الأشهر في بلاده. وقد كتب هو ذات مرّة يقول: لقد طبع أسلوب الحياة التقليدي للشعب النرويجي، إلى جانب أساطير النرويج وتاريخها ومناظرها الطبيعية الخلابة، مخيّلتي الإبداعية منذ نعومة أظفاري".
    عاش غريغ فترة طويلة من حياته في منطقة في النرويج مشهورة بجمال طبيعتها وأكواخها الخشبية وأنهارها الجليدية. كان محاطا بأكثر مناطق الطبيعة جمالا وتساميا. ومثل اورفيوس، كان يجلس هناك في رحاب الجبال وبين الحيوانات البرّية وفوق الصخور وعلى ضفاف الأنهار باحثا عن السلام والهدوء الذي كان يحتاجه لموسيقاه ويستلهم ممّا يراه أفكارا ومواضيع لأعماله.
    وعند تقييم مساهمة غريغ في تاريخ الموسيقى العالمية، يُطرح عادةً سؤالان: ما مدى إبداعه الفنّي، وما مدى أهميّته؟ أسلوبه الناضج من الأغاني والرقصات الشعبية النرويجية مستمدّ من السمات المعبّرة للروح الشمالية، ومنها استخدامه الجريء والمتكرّر لفواصل معيّنة وعدم انتظام الإيقاع واللهجة.
    كما أن موسيقاه بعيدة تماما عن كونها مستنسخة أو مقتبسة. ومن خلال خياله الرومانسي، استطاع إبداع موسيقى جديدة ومبتكرة تعبّر بشكل فريد عن روح بلاده. وأعماله تحمل في ثناياها بصمة عميقة من موهبته الموسيقية، بما في ذلك قدرته على التعبير عن طيف واسع من المشاعر والأفكار، وخاصّةً مهارته الفائقة في الاستخدام الفريد والانطباعي للتناغم.
    كان غريغ بارعا في التأليف والعزف على البيانو . ومن أشهر أعماله كونشرتو البيانو المعروف باسم "بير غنت"، والذي يتضمّن مقطوعتين تُعتبران من أشهر ما ألّف، وهما "مزاج صباحي" و"في قاعة ملك الجبال".
  • ❉ ❉ ❉

  • اقتباسات...
    ○ من أشدّ صور الجهل تطرّفا وخطورةً الإيمان بنظريات المؤامرة غير المُثْبتة. ليست كلّ نظريات المؤامرة متساوية. المؤامرات، كبيرة كانت أم صغيرة، واقع لا مفرّ منه. لكن ما يثير المشاكل هو نظريات المؤامرة التي لا تستند إلى أدلّة دامغة والتي يغذّيها الخوف وعدم اليقين والشك. مايكل شيرمر

    ○ إذهب إلى الصنوبر أو إلى الخيزران إن أردتَ أن تتعلّم عنهما شيئا، وعندها عليك أن تترك انشغالك بنفسك، وإلا فإنك تفرض نفسك على الموضوع ولا تتعلّم. وشِعرك ينبع من تلقاء نفسه عندما تتّحد أنت والموضوع، عندما تغوص فيه بعمق كافٍ لترى فيه بريقا خفيّا. ومهما بلغت جودة صياغتك الشعرية، فإن لم يكن شعورك طبيعيا، إن كان الموضوع وأنت منفصلين، فلن يكون شِعرك شعرا حقيقيا، بل مجرّد تزييف ذاتي. باشو

    ○في الفن هناك شيء واحد فقط له أهمية: الجزء الذي لا يمكن تفسيره. جورج براك

    ○ لن تفشل في التعلّم من الصوت النقي لجدول جبليّ متدفّق باستمرار فوق الصخور. م. أوشيبا

    ○ عندما يصبح عقلك مرتاحا جدّا في بيئتك اليومية، عليك أن تجعله غير مرتاح، وذلك بقضاء بعض الوقت في بلد آخر ومع أشخاص يفعلون الأشياء بطريقة مختلفة عنك. السفر يجعل العالم يبدو جديدا ويدفع أدمغتنا لأن تعمل بشكل أفضل. اوستن كليون

    ○ أفضل تعريف لعلم الأحياء هو أنه تاريخ الأرض وكلّ ما فيها من حياة، ماضيا وحاضرا ومستقبلا. وفهم علم الأحياء يعني إدراك أن كلّ حياة مرتبطة بالأرض التي انبثقت منها، أي أن تيّار الحياة المتدفّق من الماضي الخافت إلى المستقبل الغامض هو في الواقع قوّة موحّدة، وإن كانت مكوّنة من عدد لا نهائي من أنواع مختلفة من الحيوات المنفصلة. ريتشيل كارسون

    ○ المصطلح اليوناني Apocalypse، لا يعني "نهاية العالم" أو "حلول الساعة وفناء الخليقة" كما يوحي التفسير التوراتي. بل على العكس، يعني فتح ما كان مغلقا. وبالنسبة للكثيرين منا، تبدو هذه اللحظة كارثية ومغيّرة، لأن سيطرة الإمبريالية والاستعمار والتفوّق الأبيض والقومية المسيحية قد انكشفت وباتت واضحة ولا يمكن إنكارها. كاثرين كيلر

    ○ بطريقة ما، يمكن القول إنه بعد مغادرة البحر، وبعد ملايين السنين من العيش فيه، أخذنا المحيط معنا. عندما تحمل المرأة، تعطي رضيعها الماء داخل جسدها لينمو فيه. وهذا الماء يشبه تماما ماء البحر. إنه مالح بنفس القدر. وهي تكوّن محيطا صغيرا في جسدها. وليس هذا فحسب، فدماؤنا وعرقنا كلاهما مالح، تماما كما هو الحال مع ماء البحر. نحمل المحيطات في داخلنا وفي دمائنا وعرقنا، ونبكي المحيطات في دموعنا. غ. روبرتس

    ○ الشامان هو شخص يسبح في نفس المحيط الذي يسبح فيه المصاب بالفصام. ولكن الشامان لديه آلاف السنين من الأساليب والتقاليد المعتمدة التي يمكنه الاعتماد عليها. ت. ماكينا

    ○ الليل أنقى من النهار. إنه أفضل للتفكير والحبّ والحلم. في الليل، كلّ شيء أوضح وأصدق. صدى الكلمات التي قيلت في النهار يكتسب معنى أجَدّ وأعمق. مشكلة الإنسان أنه لا يعرف كيف يميّز بين الليل والنهار. يقول في الليل ما لا ينبغي أن يقال إلا في النهار. إيلي ويزل

    ○ الحياة تعني أن نعيش في خطر. إن السرّ الذي يجعل الوجود ممتعاً ومثمراً هو أن تعيشوا في خطر. فلتشيّدوا مدنكم تحت البراكين! ولترسلوا سفنكم إلى البحار المجهولة! ولتعيشوا في حروب مع أندادكم ومع أنفسكم! ولتكونوا غزاة ما دمتم لا تستطيعون أن تكونوا حكّاما ومالكين. فريدريش نيتشه

    ○ يبدو إعطاء المال للعرّافين أمرا سخيفا. لكن العديد منهم يكسبون عيشا كريما، لذا لا بد من وجود عدد كافٍ من العملاء المؤمنين بقدراتهم على التنبّؤ بالمستقبل ليحافظوا على استمراريتهم في العمل. بالطبع، يتعامل بعض من يدفعون مقابل قراءة طالعهم مع التجربة بسخرية أو تسلية، بينما يأخذ آخرون التنبّؤات على محمل الجد. وفي بعض الأحيان، قد تتحقّق النبوءات، وفقا لقوانين الاحتمالات. وطالما أن قارئ الكفّ يتمتّع بأسلوب معقول ويقدّم نبوءات دقيقة من حين لآخر، فإنه يستطيع الاستمرار في مهنته وكسب المال منها. شون موران

    ○ كان الناس يستعدّون دائما للغد. لم أكن أؤمن بذلك. لم يكن الغد يستعدّ لهم. لم يكن يعلم حتى بوجودهم. كورماك مكارثي

  • Credits
    essentialvermeer.com
    griegsociety.com

    السبت، سبتمبر 27، 2025

    خواطر في الأدب والفن


  • العديد من الوحوش الأسطورية اليونانية ترتبط بقصص مأساوية. وبعض تلك الوحوش كانت عدوانيّتها تتسبّب أحيانا في مقتل بشر أبرياء. لكن قد تشعر بالأسف على ما انتهى اليه مصير بعضها، مثل "ميدوسا" التي خُلقت لتكون بمثابة بيدق في لعبة شطرنج إلهية. وبعض أجزاء من قصّة هذه المرأة ذُكرت في إلياذة هوميروس. لكن القصّة تظهر بشكل كامل في كتاب "التحوّلات" لأوفيد.
    ويحكي الأخير أن الإله بوسيدون رأى ميدوسا ذات يوم فانبهر بجمالها ورغب فيها وقرّر أنه، لكونه إلها، يحقّ له الحصول على جسدها، فقام باغتصابها في معبد مينيرفا. هنا تغضب مينيرفا، لا بسبب جرم الاغتصاب نفسه، وإنما لأن معبدها قد دُنّس، فتعاقب الضحية بدلاً من الجاني، وتُحوّل ميدوسا إلى وحش له شعر على هيئة أفاعٍ، وكلّ من ينظر اليها تُحوّله إلى حجر. وفي مرحلة تالية، تعطي مينيرفا درعها إلى بيرسيوس لمساعدته في قتل ميدوسا، فيقطع رأسها أثناء نومها ثم يحمله في حقيبة.
    كانت ميدوسا قبل مقتلها قد عزلت نفسها في بقعة وعرة ونائية، الأمر الذي دفع بيرسيوس لأن يبذل جهدا كبيرا للعثور عليها. وعندما يصل إلى عرينها مع بعض رفاقه، يستخدم الدرع للنظر إلى انعكاسها بدلاً من النظر إليها مباشرة حتى لا يتحوّل إلى حجر. وفي النهاية، يتمكّن من قطع رأسها بسيفه السحري ويضع الرأس في كيس، ويستخدمه لإنقاذ وإثارة إعجاب فتاة تُدعى أندروميدا ، فتنبهر من شجاعته وقوّة بأسه.
    هل كانت ميدوسا تستحقّ الموت؟! صحيح أنها عند النظر اليها كانت تحوّل البشر الى حجارة، أحيانا بلا سبب. لكن ما حدث لها في البداية كان أمرا فظيعا. فقد تعرّضت للاغتصاب، ثم حُوّلت إلى وحش بشع عقابا لها على شيء لم تفعله.
    هذا كلّ ما في الأمر، قتلَ بيرسيوس ميدوسا، لا ليخلّص المجتمع من تهديد خطير أو شرس، بل ليعقد صفقة وليثير إعجاب فتاة. ولم يكن هذان السببان نبيلين تماما، لكن هذا ما حدث.
    وهذه الأسطورة هي في نفس الوقت تحذير للبشر الذين لا يجب أن يفكّروا أنهم يمكن أن يتساووا مع الآلهة. من هي ميدوسا حتى ترفض تودّد بوسيدون لها؟! لا ينبغي للبشر أن يفعلوا هذا أبدا.
    اسم "ميدوسا" في اليونانية القديمة مشتقّ من "الحراسة والحماية". ومن اللافت أن الناس كانوا في عصور متأخّرة ينقشون صورة ميدوسا على أبواب منازلهم درءا للشرّ والتماسا للحماية. ويعتقد علماء الأنثروبولوجيا أن الجنود الرومان كانوا يحملون صورة هذه المرأة معهم في حملاتهم للحماية.
    وقد استخدم فرويد الأسطورة لشرح مفهومه عن قلق الإخصاء. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، كان تاريخ ميدوسا كضحيّة اغتصاب قد مُحي من الوعي الثقافي الجماعي الأوربّي. وأصبحت ببساطة امرأة تتمتّع بقوّة مرعبة لإخصاء الرجال. وبعض الباحثات النسويات في العصر الحديث أعدن قراءة أسطورة ميدوسا باعتبارها قطعا لرأس المجتمعات الأمومية المبكّرة على يد الثقافة اليونانية الرومانية. ووفقا لهذا التفسير، فإن انتهاك بوسيدون لميدوسا وقطع رأسها على يد بيرسيوس بعد ذلك، يمثّلان جهدا لإضفاء الشرعية على سعي الذكور لإسكات سلطة الإناث.
    والواقع أن الأساطير القديمة مليئة بقصص الآلهة الذين ينتهكون النساء. وقد انعكس هذا التقليل من قيمة المرأة في معايير وقوانين ثقافات تتاجر بالنساء كسلعة بين الرجال وتسمح بالاغتصاب بموجب القانون.
    وعندما تظهر ميدوسا في الثقافة الشعبية اليوم، يتمّ تجاهل أهميّتها العميقة الى حدّ كبير. مثلا، في فيلم مقتبس من رواية "صراع الجبابرة" عام 2010، يحشد بيرسيوس رجاله قبل مواجهة ميدوسا ويقول: أعلم أننا جميعا خائفون. لكن والدي أخبرني بقوله: ذات يوم، سيضطرّ شخص ما إلى اتخاذ موقف وقول كفى! قد يكون هذا هو اليوم. ثقوا في حواسّكم. ولا تنظروا في عيني تلك البغيّ!".
    وفي الفيلم، يعرف بيرسيوس أن ميدوسا تعرّضت للاغتصاب، ومع ذلك تُعاملها الحبكة بلا مبالاة وتنظر إليها الشخصيات نظرة عداوة وازدراء . فميدوسا في النهاية هي مجرّد مخلوق يخصي الرجال ولا بدّ من إلحاق الهزيمة به.
    لكن بمعايير العقل الحديث، بيرسيوس هو المعتدي. وهو ليس بطلا، بل قاتل يقف على جسد ضحيّته ويُمسك برأسها الملطّخ بالدماء. والأسطورة تتحدّث عن تاريخ اضطهاد المرأة عبر العصور. وكما يوضّح التاريخ اليوناني-الروماني، عندما تقلّل الآلهة من قيمة المرأة، فإن الناس يفعلون ذلك أيضا.
    في الأسطورة، بعد أن تحوّلت ميدوسا إلى ذلك الشيء البشع، غادرت إلى أرض بعيدة لتتجنّب البشر. وكانت لها قدرة على تحويل ايّ انسان الى حجر، فأصبحت وحشا أسطوريا بين الأبطال. وقد أتاها في أرضها الكثيرون لهزمها، ولم يعد أحد من عندها أبدا. لذا رأى كثيرون في مطاردتها انتحارا وبدأت محاولات قتلها تتضاءل.
    وفجأة ظهر بيرسيوس، وذهب لقتالها، وقتلَها فعلا وهي نائمة، ثم هرب.
    ومنذ ذلك الحين ولفترة طويلة، أصبحت ميدوسا الوحش الذي نعرفه اليوم، والشخصيةَ المفضّلة عند الذين يسعون إلى شيطنة السلطة الأنثوية. وكثيرا ما تتجسّد ميدوسا للرجال كلّما شعرت السلطة الذكورية بتهديد من النساء أو بتجاوزهنّ على مجالات الرجال. والردّ الوحيد على النساء اللاتي تشبه صورتهن ميدوسا هو إسكاتهن بقطع رؤوسهنّ.
  • ❉ ❉ ❉


    ❉ ❉ ❉

  • التحوّل في النموذج paradigm shift مصطلح يشير الى أيّ تغيير كبير في النظريات أو المعتقدات، تحلّ فيه أفكار جديدة محلّ الأفكار القديمة وتعمل على حلّ المشاكل الصعبة. وأوّل من استخدم هذا المصطلح هو "توماس كون" في كتابه "بُنية الثورات العلمية" المنشور عام 1962، والذي شرح فيه كيفية حدوث التغيّرات العلمية.
    ومن أهم سمات "تحوّل النموذج" الابتعاد عن المعايير القديمة أو الأطر المستقرّة، واستحداث طرق جديدة للتفكير في المشكلات أو القضايا، وأيضا تأثير التحوّل على مجالات متعدّدة، كالمجالات الاجتماعية والعلمية والتكنولوجية. ومن أمثلة التحوّل النموذجي الانتقال من فيزياء نيوتن إلى نظرية النسبية لآينشتاين، والتحوّل من التكنولوجيا التناظرية إلى التكنولوجيا الرقمية في مجال الاتصالات، وما الى ذلك.
  • ❉ ❉ ❉

  • يورد البحّار الصيني المشهور "تشنغ هي" (1371-1435) في مذكّراته هذا الوصف لإحدى رحلاته: رأينا في المحيط أمواجا هائلة كالجبال ترتفع عاليا ومناطق بربرية بعيدة ومختبئة في شفافية زرقاء من أبخرة الضوء، بينما كانت أشرعتنا التي انفتحت بشموخ كالسحب تواصل مسارها السريع كالنجوم، عابرةً الأمواج العاتية كما لو كنّا نسير في طريق عام".
    قبل كريستوفر كولومبوس بوقت طويل، سافر "تشنغ هي" عبر الطرق البحرية جنوبا وغربا في المحيط الهندي وأقام علاقات مع أكثر من ثلاثين دولة في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.
    عند ولادة تشنغ، كان اسمه "ما هي"، وهو النسخة الصينية من اسم "محمّد". وكانت عائلته تنتمي إلى أقليّة عرقية مسلمة في منطقة كانت لا تزال تحت سيطرة المغول من سلالة يوان. وكان والده وجدّه يحظيان باحترام كبير في مجتمعهما. وقد تلقّى "تشنغ هي" تعليما في صغره واطّلع على كتب كونفوشيوس ومنسيوس.
    وفي عام ١٣٨١، عندما كان تشنغ في الحادية عشرة من عمره، هاجم جنود من جيش مينغ مقاطعة يونان واجتاحوها، وأُسر تشنغ كغيره من الأطفال وجُلب ليخدم في بلاط مينغ.
    وبعد سنوات وأثناء خدمته في البلاط الملكي، لاحظ الإمبراطور أن "تشنغ هي" متميّز عن بقيّة أقرانه، فعيّنه مساعدا ومستشارا موثوقا له. ثم تعلّم المزيد عن الأسلحة وأصبح أكثر درايةً ببناء السفن. وفي عام 1403، أمر الامبراطور ببناء أسطول سفن الكنز المشهورة التي كان مقرّرا أن تجوب بحر الصين الجنوبي والمحيط الهندي. واختار الإمبراطور "تشنغ هي" لقيادة الأسطول كما عيّنه سفيرا متجوّلا للبلاط لدى عدد من الدول الأجنبية.
    وهكذا بدأت مسيرة "تشنغ هي" البحرية، وشهد بعضا من أهمّ رحلات الاستكشاف في التاريخ. كان حجم السفن التي أبحر بها مذهلا. وكتب كلّ من ماركو بولو والمستكشف المغربي ابن بطّوطة عن رؤيتهما سفنا بحرية ضخمة في زياراتهما للشرق. ويُعتقد أن ما رأياه وبحّارتهما كان جزءا من سفن أسطول الكنز التي أبحر بها "تشنغ هي"، والتي كانت أطول وأكبر بكثير من سفن كولومبوس.
    وقد وسّعت رحلات "تشنغ هي" البحرية علاقات الصين مع دول أخرى وطوّرت فرص التجارة بين الشرق والغرب. وما يزال إرثه حاضرا، من الشطآن السواحلية إلى اليمن، ومن كولكاتا إلى هونغ كونغ. وقبل فترة، أمضى مصوّر وكاتب في مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" يُدعى مايكل ياماشيتا عدّة سنوات في تأليف كتاب وإنتاج فيلم وثائقي متعدّد الأجزاء عن البحّار الصيني. ويصفه ياماشيتا في كتابه بأنه "أعظم مستكشف جغرافي لم يسمع به العالم من قبل".

  • Credits
    artic.edu
    explorersweb.com

    الخميس، سبتمبر 25، 2025

    نصوص مترجمة


    ○ ذات مرّة، وجدت نفسي أقف على منحدر في البرّية، حذائي مبلّل وعيناي مثبّتتان على حافّة من الغرانيت، حيث ظهر ثم اختفى فجأة شيء ما، لعلّه غزال أو إنسان أوشبح! إنها تلك اللحظة مرّة أخرى؛ اللحظة التي أنسى فيها ما كان من المفترض أن أفعله، لأن شيئا حقيقيا غير مخطّط له ضغط على زاوية ذهني كطفل يحمل سرّا.
    ومع الوقت، بدأت أطلق على مثل هذه اللحظات "لحظات الحافّة". والحافّة في الكتابة ليست المركز ولا الهدف ولا حبكة القصّة أو عدد الكلمات المكتوبة يوميّا. إنها الحوافّ فقط، هوامش الانتباه الهادئة، حيث تبدأ الكتابة فعليّا.
    ربّما وصلتَ مفعما بالحماس وبذلتَ جهدا كبيرا في الأسبوع الأوّل. أو ربّما تشعر بالفعل أنك متأخّر. أو ربّما تتربّص على الهامش بدفتر ملاحظات مليء بالأفكار، بينما يساوركَ شكّ عميق بأن هذه الكتابة قد لا تتحقّق أبدا. لكن إليك الحقيقة: معظم أفضل الكتابات تبدأ هناك، على الهامش، في الأماكن المهمَلة وشبه المنسيّة، على حدود البريّة وعلى أطراف أنفسنا.
    لذا، هذه دعوة للنظر جانبا، للخروج عن المسار، للكتابة من الهامش بدلاً من المركز.
    لم أكن أدرك مدى حاجتي إلى الذهاب الى الطبيعة للكتابة، حتى وصلت إلى مكان ما. ولم أفعل شيئا ذا أهمّية على الإطلاق. لم أتسلّق جبلا واحدا. لم أقطع ثلاثين ميلا سيرا على الأقدام في عاصفة ممطرة. ولم أكتب مقالا شخصيّا مناسبا. كلّ ما لاحظته هو الأشياء. لاحظت الحوافّ: حافّة الطريق حيث ازدهرت الطحالب، التحوّل الحادّ في الضوء عندما غابت الشمس خلف أشجار الصنوبر، اللحظة التي تحوّلت فيها زقزقة الطيور إلى صمت.
    الطبيعة على الحافّة ليست مجرّد ديكور. إنها حيّة، ديناميكية، بل حتى متحدّية.
    لا ينتظر الطحلب فِراشا مهندما. إنه ينمو بين الشقوق.
    ولا يتفقّد الثعلب خريطة. إنه يتتبّع رائحة على طول سياج.
    البريّة ليست هناك، إنها على حدود مجال رؤيتك.
    لذا عندما أقول "اكتب من الحافّة"، فأنا لا أطلب منك كتابة مقال عن البريّة. بل أطلب أن تلاحظ ما هو خارج نطاق تركيزك: الذكريات التي خرجت قليلا عن مسارها، المشهد الذي يطاردك ولكنه لا يتناسب مع مخطّطك، الشعور الذي تحذفه باستمرار لأنه "غير ذي صلة".
    هناك تعيش كتابتك، لا في المركز، بل على الحافّة.
    كثيرا ما نتجنّب الحوافّ لأنها غير مريحة. الكتابة من الحافّة تعني كتابة ما لم يكتمل بعد. وهذا يعني أنك قد تكتب مشهدا لا معنى له، أو تكتب حقيقة لم تدرك وجودها بعد. لقد تعلّمنا الكتابة من اليقين، من بُنية القصّة، من أقواس الشخصيات والأحداث. لكن الكتابة المغامِرة التي أدعوكم إليها تدور حول الملاحظة، لا المعرفة.
    ذات مرّة، كنت أقف على حافّة بحيرة، أشاهد طائرَي سنونو وهما يشكّلان دوّامة فوق الماء. لم أكن أكتب مذكّرات. ولم أكن أتأمّل. كنت أحاول فقط إيجاد ظِلّ وتَذكّر مكان السيّارة. ولكن فجأة تسلّلت إليّ ذكرى: لحظة مضى عليها خمسة عشر عاما، عندما وقفت بجانب بحيرة أخرى، وأنا في حال غضب وحزن. نسيت تلك النسخة من نفسي. لم أكن أخطّط للكتابة عنها. لكنها كانت هناك، تحوم على حافّة المشهد. ولم أكن أعلم أنني بحاجة لكتابة تلك اللحظة بالذات.
    وهذا تذكير لك: ما يحفّزك على الكتابة قد لا يأتي من مخطّطك أو نيّتك أو جدول أفكارك. بل قد يأتي من حافّة بحيرة، أو من مؤخّرة ذهنك، أو من هامش انتباهك. وإذا كنت ما تزال تتساءل عمّا أقصده بالكتابة على الحافّة، فإليك طريقة: إنطلق في نزهة، حتى لو كانت قصيرة. لا تنظر إلى مركز الأشياء. انظر إلى الحوافّ، إلى الحدود، حيث تتغيّر الأشياء.
    الحوافّ عادةً خفيّة. لذا اسأل نفسك ما الذي كدتُ أُغفله اليوم، ما الذي تجاهلتُه، ما الذي شعرتُ أنه تافه أو غير مهم. هل لاحظت أن الأشجار لا تموت أبدا، بل تصبح آليّات دعم للعديد من نباتات الطبيعة وحيواناتها وحياة البرّية؟ وبين ما ظننتَ أنك تكتب عنه، والذي يناديك حقّا للكتابة، يمكنك كتابة مقتطف أو محادثة لم تنهِها أو سؤالا بلا إجابة.
    لقد قضيت سنوات أحاول كتابة الشيء "الصحيح"، الشيء القابل للنشر، الشيء المتماسك والموثوق والمقبول. لكن الكتابة التي غيّرتني وتواصلت من خلالها مع الآخرين كانت دائما تأتي من الحافّة. من حزن لم أتوقّع أن أكتب عنه، من أماكن أربكتني، من الحدّ الهشّ والمتهاوي بين المعرفة والجهل. ويا له من مكان!
    فإذا كنتَ عالقاً أو تعاني ممّا يسمّى قفلة الكاتب Writer's block أو تمنّع الكتابة، فقد يكون سبب ذلك أنك تحاول الكتابة من المركز. والمركز يُشعرك بالضغط. وبدلا من ذلك جرّب الحافة. حاول كتابة الشيء الذي لستَ متأكّدا من أنه يسمح لك بكتابته.
    قبل أن أغادر المكان، وقفت على حافّة غابة صغيرة. تغيّرت الرياح وانخفضت درجة الحرارة. شعرت وكأنني على وشك الوقوع في فخّ شيء ما. كان بإمكاني المضيّ قُدما، أو التحقّق من جوّالي. لكنّي لم أفعل. وقفت هناك لدقائق. ثم كتبت جملة واحدة: اللحظة التي تدرك فيها أنك على الحافّة هي اللحظة التي تبدأ فيها قصّتك. س. كليتون

    ❉ ❉ ❉


    ❉ ❉ ❉

    ○ في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، كانت ألمانيا قد أصبحت مجتمعا مدمّرا وتحكمه الفوضى، حيث شكّل الجوع والخراب والصدمات النفسية الحياة اليومية للناس. وكان الحلفاء قد قصفوا ودمروا معظم المدن والبلدات الألمانية. في كولونيا لم يبقَ قائما سوى 300 منزل. ومن بين 760 ألف مواطن سابقا، لم يبقَ سوى 32 ألفا، تجمّعوا معا على الضفّة اليسرى لنهر الراين. ولم تكن مدن أخرى مثل برلين وهامبورغ وغيرهما بأفضل حالا.
    كان المدنيون الذين نجوا من القصف يتجوّلون مرتدين أزياءً عسكرية مصبوغة ورثّة. وحلّت المقايضة محلّ العملة، إذ أصبح مارك الرايخ القديم عديم الفائدة. وسرعان ما أصبحت العملة الجديدة المرغوبة هي السغائر، وخاصّة الأمريكية.
    وكانت الأسواق السوداء غير قانونية، وغالبا ما كانت سريعة الحركة أو بعيدة عن الأنظار. وكان الخزف العريق لسكّان المدن يُستبدل بالزبدة، والمشروبات الكحولية بالبطاطس التي يجلبها المزارعون من الريف. وبسبب عدم استقرار الاقتصاد، ازداد اضطراب النظام الاجتماعي وتحوّلت الأمّهات إلى لصوص وأصبح الأبناء والبنات الصغار جانحين.
    ومع نهاية أبريل 1945، انقطعت أنشطة المسرح وقاعات الحفلات الموسيقية والمعارض الفنّية والمطابع ودور السينما وواجه الفنّانون والكتّاب صعوبات في إعادة البناء حتى عام 1948. ومن عام ١٩٤٥ إلى عام ١٩٤٧، كان الممثّلون والموسيقيون يعانون من الجوع باستمرار، واضطرّ العديد منهم إلى التوقّف عن الأداء بسبب سوء التغذية والضعف الشديد. وأغلقت معظم المسارح أبوابها بعد أن فقدت زوّارها وفُصل العديد من الممثّلين.
    وفي عالم الرسم أيضا، عانى مبدعو اللوحات وأصحاب المعارض الفنّية بشدّة. وأصبح الكثير من الرسّامين يبيعون أعمالهم مقابل زجاجات من النبيذ. كما شوهد العديد من الفنّانين والصحفيين وهم يسرقون البضائع أو يتسوّلون من منزل إلى منزل. وكان بعضهم يجمعون أعقاب السغائر ويلفّونها في أخرى جديدة ويستبدلونها في السوق السوداء بسلعة ما.
    وقالَ كاتب يُدعى هاينريش بول: لم أتردّد يوما في السرقة". ووصفَ معاناته في إحدى رواياته فذكرَ انه كان يعيش في كولونيا مع زوجته وطفليهما، لكنه وجدَ صعوبة في التأقلم مع الحياة الأسرية. ثم اضطرَّ للتجوّل في الشوارع والنوم في الحدائق أو الكنائس. وكان لا يدفع عند استخدام الترام ويلتقي زوجته في فنادق متداعية للقاءات حميمة. وكان الزوجان دائما على وشك الطلاق.
    وبدءاً من عام ١٩٤٥، عاد الكثير من الجنود الألمان من معسكرات الحلفاء بعد أن أطلقَ الأمريكيون سراح أكثر من مليوني رجل، وتبعهم البريطانيون. وقد عانى الجنود المحرَّرون من ضمور العضلات والعجز الجنسي، كما واجهوا في منازلهم احتقار زوجاتهم لهم بسبب خسارتهم الحرب أو لعدم دفاعهم عنهن او منع الجنود السوفيات أو الفرنسيين من اغتصابهن، أو لعدم عثورهم على عمل مناسب في عالم ما بعد الحرب. وكان العديد من هؤلاء قد فقدوا سيقانهم أو أعينهم أو أذرعهم بسبب الحرب.
    وواجه هؤلاء الرجال المنكسرون زوجات حازمات كنّ قد اضطررن إلى تدبير أمورهن بأنفسهن طوال سنوات الحرب وما بعدها، فربّين أطفالهن واعتنين بمنازلهن. وعندما عاد أزواجهن إلى الوطن، كانوا غالبا ما يشعرون بالغربة لدرجة أنهم شكّوا في إخلاص زوجاتهم، خاصّة بعد أن علم الكثيرون منهم عن اغتصاب الروس أو الآسيويين للعديد من الزوجات.
    وكانت هناك أسباب عديدة تدفع النساء الألمانيات إلى إقامة علاقات مع جنود الاحتلال، وخاصّة الجنود الأمريكيين. كانت جاذبية هؤلاء الشباب الميسورين وهالة المنتصر بمثابة فرصة رابحة لهم. وكان جنود الاحتلال يقدّمون أيضا للنساء الالمانيات سلعا، مثل جوارب النايلون والشوكولاتة والسغائر ووجبات المطاعم الفاخرة.
    كانوا يمتلكون سيّارات ويستمتعون بوقتهم في النوادي الفاخرة مع المشروبات الكحولية والموسيقى الجديدة المثيرة. وكان يعزف هذه الموسيقى غالبا موسيقيون سود، معظمهم جنود، وكانت لهم صديقات ألمانيات. كان الرجال الألمان على وجه الخصوص يستشيطون غضبا بمجرّد موافقة نساء ألمانيات على الدخول في علاقات حميمة مع جنود أمريكيين من أصل أفريقي.
    وبعد الحرب، ساد خلل ديموغرافي كبير، حيث فاق عدد النساء عدد الرجال بشكل كبير، وارتفعت معدّلات الطلاق بشكل حاد. وفي مثل هذه البيئات، عانى الأطفال، لا سيّما عندما أهمل الآباء واجباتهم الأسرية، ما مهّد الطريق فيما بعد لصراع طويل بين الأجيال. م. كيتر

    Credits
    archive.org